23 July, 2007

المنشية

في جريدة الرأي البارحة ..... أفضل من أن يتم التعليق عليها ....




يشدني منظر الحروب الاهلية في افريقيا.. نساء (ترد) على النبعة من اجل تعبئة الماء، والمشكلة انهن يبتسمن للكاميرات، ومجموعة من الاطفال مجهولي الآباء يرتدون احذية (وفانيلات) يبدو ان ستر العورة مرتبط (بالفانيلات).. وثمة ذباب يحلق على وجوههم.. والغريب انهم لايمارسون سلوك (الكش).. على ما يبدو ان الذباب هناك صار صديقهم.

... مع كل هذا الامر لا تحدث حالات تسمم جماعي تقدر بالمئات. نحن دولة أظن اننا تجاوزنا قصة العالم الثالث، فحجم (المرسيدسات) الموجود في عمان يدل على منسوب الرفاه المرتفع في بلادنا، ولكن بالمقابل مشاكلنا صارت تشبه مشاكل دول العالم التاسع وكأننا في (زيمبابوي) او (ناميبيا)، والا ماذا يسمى تسمم مئات الناس واصابتهم بحالات من التقيؤ والاسهال في منشية بني حسن.

... في افريقيا وبسبب غياب سلطة الدولة (تفزع) الامم المتحدة لهؤلاء الناس فأنت تلاحظ احيانا وعلى شاشة التلفاز طبيبة (سويدية) شقراء وجميلة وتضع حومره لون (خمري) تكشف سريريا على طفل أظنه لم يستحم منذ عامين، وتلاطفه وتقوم (بالحسحسه) على حنجرته اقصد حنجرة (ابو رياله) من اجل تقديم العلاج المناسب له، لدينا القصة مختلفة فهم يرسلون لجنة تقصي حقائق، وترفع اللجنة تقريرها ويحدث تداخل حول مسؤولية وزارة الصحة او وزارة المياه عن الامر والعلاج يتم بالاكتفاء بقيام (ام مشهور) بطحن (ضرسين ثوم) مع لبن واطعامهم لمشهور من اجل ان يتوقف الاسهال.. وربما سيقوم وزير الصحة بزيارة عاجلة الى المنطقة يرافقه المختار ووجوه المنطقة.. والمشكلة ان الوزير اذا عطش مثلا فهل سيشرب من نفس الماء.

... حين نصل لان نكون دولة متقدمة اقتصاديا ومنفتحة سياسياً فمن العيب ان تكون مشاكلنا بنفس درجة المشاكل الموجودة في جنوب افريقيا، والاخطر من ذلك ان الحلول ستكون (مغمغه) بمعنى ان احداً من اصحاب الاختصاص لن يعلن مسؤوليته حتى لا يتحمل وزر الفشل امام الرئيس، بالمقابل فالذين اصيبوا بحالات التقيؤ والاسهال لهم الله.

... على كل حال.. انا أطالب بتعويض هؤلاء الناس ماديا.. واطالب ببناء (7) ابراج في منشية بني حسن وبمخطط شمولي (للمنشية) ايضا، وبنقل وزارة الخارجية هناك، وايضا بأن يكون دوام جميع السفراء المقيمين في الوزارة في المنشيه أطالب ايضا.. بنقل مكتب الرئيس الى هناك وان يداوم 3 أيام في الاسبوع عندهم.

hadimajali@hotmail.com

عبدالهادي راجي المجالي




إحدى عجائب الدنيا الكثيرة التي ننفرد بها عن غيرنا ولم تدخل التصويت الأخير : أن مسؤولنا لا يُسأل ولو دخلت هذه العجيبة الفريدة التصويت العالمي - صدقوني - لاحتلت المرتبة الأولى دون منازع .

قبل ثلاثة أعوام (سُرقت) أسئلة التوجيهي من أدراج وزارة التربية والتعليم ، وقامت الدنيا ولم تقعد ، أُربكَ الطلاّب وغيّرت الأسئلة و شكّلت لجنة تحقيق ، ومع ذلك :(المسؤول لم يسأل)..

في شهر آذار الماضي تسمم 48 طالباً وطالبة من مدرسة الروضة الأساسية في الأغوار الوسطى بسبب تناولهم الوجبة المجانية نقلوا على أثرها الى مستشفى الشونة الجنوبية وتلقوا العلاج هناك - ع السكيت- و(المسؤول لم يسأل) . تبعهم بأسبوعين فقط تسمم 11طالباً وطالبة من مدرسة المنيفة الأساسية- غرب المفرق- ونقلوا الى مستشفى النسائية والأطفال- ذائع الصيت حالياً- بعد تناولهم ذات الوجبة المجانية المكوّنة من الحمص والفلافل والحليب.( والمسؤول أيضاَ لم يسأل )، ثم في شهر نيسان الماضي تسمم أكثر من 199 شخصاً بسبب لفّة شاروما مفخخة في مادبا ،و - لفّ- الموضوع على عجل و (المسؤول طبعاً لم يسأل)..

القصة الآن في منشية بني حسن والنتيجة معروفة سلفاً - بدون حلفان- أن المسؤول لن يسأل ..تابعتم كما تابعنا ما قاله مسؤولو الصحة في المفرق منذ بداية حالات التسمم ، قالوا في البداية، أن عدد إصابات السخونة والإسهال ضمن المعدل اليومي في مثل هذا الوقت من السنة يعني من عشرين الى أربعين مصاباً ،قلنا ( آمين) ، ارتفع في اليوم التالي الرقم الى ستين طفلاً وبقوا مصرّين أنه ضمن المعدّل اليومي ،ثم ارتفع العدد الى 252 قالوا (ربما) هناك اشتباه في حالة تسمم لا نعرف سببها، ووضعوا كلمة (ربما) كحشوة لمدفع التصريحات الصحفية ..لماذا كل هذا التردد في إعلان حالة التسمم لا ندري.؟ في اليوم الرابع اخترعوا سبباً باهتاً لا يدخل في عقل دجاجة ، عندما قالوا أن التسمم الحاصل بسبب ماسورة مكسورة صنعت مستنقعاً ملوثاَ شرب منها الحلال ولعب بها الأطفال وبدأ يختلط ماء الماسورة بالماء الملوّث فتسمم أهالي المنشية عن بكرة أبيهم : (يخرب بيت الماسورة شو كبيرة).

وحتى يصدّقوا أنفسهم بعثوا ،بعينات لمختبرات الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا ومختبرات دائرة الغذاء والدواء إضافة لمختبرات وزارة الصحة ووزارة المياه.علّها تفقّس سبباً مقنعاً يتحمل المسؤولية ..(لاحظوا أن التهمة موجّهة للماسورة المكسورة وليس للمياه نفسها).

في هذه الأثناء توقّع البعض أن سبب التسمم يعود الى تناول الشمّام ، وأن هناك بكماً ملعون حرسي لف على المنشية وباع شمّاماً ملوّثاً للناس ، الشيء الذي أحدث تسمماً غذائياً لأكلة الشمّام ..يريدون أن يلبسّوا التهمة للشمام عينك عينك...( لاحظوا أن كل التهم موجهة لجماد لا يحسن الرد أو الدفاع عن نفسه وليس لإنسان حي يرزق ).

أسبوع كامل والمرضى على الأسرة والعالم تنتظر، وليس هناك أي إجراء عملي مقنع أو سريع ..اسبوع كامل وصل فيه عدد المصابين الى 540 مصاباً ولا زلنا نشاهد مباراة كرة (ألم) مملة ، وزارة المياه ترمي كرة (التقصير) على وزارة الصحّة وزارة الصحة ترمي كرة (التقصير) على وزارة الزراعة ، وزارة الزراعة تعيد كرة التقصير الى وزارة المياه وزارة المياه تعيد كرة التقصير الى (المواطن) الذي سيتضح لاحقاً انه سبب المشاكل.

أراهنكم أن القضية ستنتهي و(المسؤول لا أحد)..لأنه كما قلنا وزدنا وعدنا وتعوّدنا : (مسؤولنا لا يسأل).

ahmedalzoubi@hotmail.com

أحمد حسن الزعبي


... و بحسب الغد اليوم .. ما زال السبب الحقيقي "غير واضح" ... معقول

No comments: